لا شك أن الاهتمام بالكرة هو بديل وتعويض عن الاهتمام بالسياسة؛ لأن كل إنسان في الدنيا لا بد له وبشكلٍ ما وبطريقةٍ ما أن ينحاز؛ لذا شجعتْ بعض الدول صرف الشباب عن السياسة والاهتمام بها إلى نوادي كرة القدم والصراعات فيما بينها. في هذا الكتاب نُلقي نظرة موجزة على تاريخ الكرة في (مصر) منذ دخلتها على يد الإنجليز وحتى وقتنا الحالي، وكيف وظف حكام مصر الكرة لخدمة مصالحهم؟
في يوم 9 فبراير 1917م، كانت (مصر) على موعد مع أول مباراة في تاريخ كرة القدم بين الأهلي والزمالك (المختلط) وقتها، وفي هذا التوقيت كانت تُلعب على أرض (مصر) مباراة أخرى، لكننا لم نشارك فيها؛ فقد كانت من طرف واحد في الملعب، مباراة دارت كل أحداثها في الكواليس، وما زالت نتيجتها محفورة باقية في الأذهان، خرجت تفاصيل هذه المباراة للنور بعد 9 أشهر فقط من أول مباراة بين الأهلي والزمالك وتحديدًا يوم 2 نوفمبر، حيث أعلن (جيمس بلفور) وعده الشهير للزعيم اليهودي (روتشيلد) بتأسيس وطن لليهود في (فلسطين)، وبدأ في الوقت ذاته تغيير نظام امتحانات الثانوية العامة على أيدي الإنجليز؛ وذلك لبث الرعب في قلوب الطلاب وأولياء الأمور، وإضفاء هالة من القداسة على الامتحانات.
بدأت الصحافة الوطنية بفضح أساليب الاحتلال، وبقيت الروح الوطنية صامدة؛ لتنطلق ثورة 1919 بقيادة (سعد زغلول)، وخرج فيها الشعب يهتف (نموت نموت وتحيا مصر) و (عاشت مصر حرة مستقلة). كانت هذه (مصر) عام 1919م، أما مصر في 2010 فترفع شعار (الحق فوق القوة، والأمة فوق الحكومة، والأهلي فوق الجميع) و (عاوز تهده هات له جدو) ليتحول شعب من أقدم شعوب الدنيا إلى جمهور.
بدأت العلاقة بين الكرة والسياسة من اليوم الأول الذي دخلت فيه اللعبة إلى (مصر) على يد الإنجليز؛ فلم يكن غريبًا أن تكون أول مباراة لفريق مصريّ أمام فريق جيش الاحتلال البريطانيّ. وكان الملك (فاروق) أول من تنبه إلى أن لعبة السياسة تحتاج دائمًا إلى لعبة الكرة؛ فلم يكن غريبًا أن تبدأ بطولة الدوري العام لأول مرة في عام النكبة 1948م؛ فكل الظروف السياسية كانت مهيَّأة لاستقبال الحدث الرياضي؛ ليبدأ الدوري في يوم 22 أكتوبر 1948 كوسيلة رياضية لتحقيق غاية سياسية.
إذن ليست صدفة أن تدخل ظاهرة (الألتراس) إلى (مصر) عام 2007، في الوقت الذي غرق فيه 11 مصريًا على السواحل الإيطالية؛ فكانت هذه الظاهرة نتيجة طبيعية لكل الأزمات والمشاكل والكوارث التي عانى منها جيل الشباب الذين وجدوا أنه في الوقت الذي غرقت فيه عبارة السلام 98 وهي تحمل أكثر من 1300 شخص، كانت مصر تحتفل بفوزها بكأس الأمم الأفريقية عام 2006، وعندما أغرقت السيول محافظتي (أسوان) و (سيناء) وتسببت في وفاة مئات الأشخاص في يناير 2010، كانت الجماهير ترقص في الشوارع احتفالًا بفوز منتخب (مصر) على منتخب (الجزائر).
اكمل قراءة الملخص كاملاً علي التطبيق الان
ثقف نفسك بخطة قراءة من ملخصات كتب المعرفة المهمة
هذه الخطة لتثقيف نفسك و بناء معرفتك أُعدت بعناية حسب اهتماماتك في مجالات المعرفة المختلفة و تتطور مع تطور مستواك, بعد ذلك ستخوض اختبارات فيما قرأت لتحديد مستواك الثقافي الحالي و التأكد من تقدم مستواك المعرفي مع الوقت
حمل التطبيق الان، و زد ثقتك في نفسك، و امتلك معرفة حقيقية تكسبك قدرة علي النقاش و الحوار بقراءة اكثر من ٤٣٠ ملخص لاهم الكتب العربية الان